«الظواهري» الضعيف.. هل تقضي وفاته المحتملة على البقية الباقية من «القاعدة»؟
في الوقت الذي أثير فيه الحديث مؤخرًا عن وفاة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، فمن المعتاد ألا يعلن التنظيم مقتل قيادييه إلا بعد أشهر، ما يزيد من الشكوك والترجيحات، الأمر الذى يزيد حالة الركود التى يمر بها التنظيم.
وأعلنت حسابات تابعة لعناصر قاعدية متطرفة، ومن بينهم تنظيم «حراس الدين» أحد أفرع التنظيم الإرهابي في سوريا وفاة أيمن الظواهري، إذ كشفت أن "حراس الدين" انقطعت الاتصالات بينه وبين "الظواهري" منذ أسابيع، مرجحة وفاته، ومضيفة أن آخر تعليماته كانت تجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع فصيل «هيئة تحرير الشام» في سوريا، مشيرةً إلى أن زعيم التنظيم الذي خلف أسامة بن لادن منذ عام 2011، قضى نتيجة إصابته بسرطان الكبد.
نسخة هزيلة
وعن السيطرة على الفروع الأخرى للتنظيم، فإن القيادة المركزية لتنظيم "القاعدة" لم تعد اليوم سوى نسخة هزيلة عما كانت عليه في الماضي، وإن كان اسم «القاعدة» لا يزال نشطا، فذلك بفضل الفروع التي تحمل اسمه والمجموعات التي بايعته، لكنه لا يسيطر على عمليات أو تحالفات هذه المجموعات التي تتبع نهجا محليا وإقليميا خارجا عن التنظيم.
وخلال تقرير نشرته الأمم المتحدة فى مايو 2020، قال إن الظواهري شوهد في فبراير من العام الحالي أثناء اجتماعه بأعضاء شبكة حقاني لمناقشة اتفاق السلام بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان.
فيما ذكرت ريتا كاتز، مديرة موقع «سايت» الذي يتابع نشاطات التنظيمات الإرهابية والحركات المتطرفة، في تغريدة عبر حسابها على "تويتر"، ان تقارير تفيد بمقتل أيمن الظواهري منذ شهر نتيجة المرض، مضيفة أن التنظيم لم يؤكد الأمر بعد، موضحةً أن القاعدة اعتاد ألا ينشر أي أخبار عن وفاة قادته عند حصولها، فعلى سبيل المثال ،لم يؤكد التنظيم قط مقتل حمزة بن لادن نجل اسامة بن لادن على الرغم من تأكيد وزير الدفاع الأميركي في حينه، مارك إسبر، مقتله خلال تصريحات له في أغسطس 2019، كما أنه عندما قضى أيضًا القيادي المعروف باسم عزام الأميركي عام 2015 ، استغرق الأمر خمسة أشهر للاعتراف بذلك.
مجلس استشاري
وعرض «براك مندلسون» الأستاذ في جامعة هافيرفورد في بنسيلفانيا، فرضية أن تلعب قيادة "القاعدة" في المستقبل دور «مجلس استشاري» فحسب، موضحا أن المجموعات الجهادية ستستمع إلى الإدارة المركزية للقاعدة إن شاءت، وليس لأنها تعتقد أنها ملزمة باتباعها.
ويأتي هذا الأمر في الوقت الذي تتحدث فيه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، إذ ذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية أن «عبد الله أحمد عبد الله»، الملقب بـ«أبي محمد المصري»، والمتهم بالمشاركة في التخطيط لتفجير سفارتين أمريكيتين بأفريقيا عام 1998، قُتل في إيران أغسطس 2020.
ويرى مراقبون أن "الظواهري" لا يقل خطورة عن "بن لادن" بالنسبة إلى الولايات المتحدة والعالم، لذا فان وفاته ستشكل ضربة قاضية لتنظيم القاعدة وستشل حركات باقي الجماعات الإرهابية التي خرجت من رحمه، فيما قلل آخرون من تداعيات الأنباء المتداولة حول وفاة "الظواهري" أو الزعيم الثاني في تنظيم القاعدة قائلين إن التنظيم بات أكثر ضعفا بعد مقتل بن لادن وظهور تنظيم داعش، قائلين إن الإدارة الأمريكية تجاهلت نسبيا تنظيم "القاعدة" منذ تولي "الظواهري" زمام الأمور في عام 2011 نظرا لنقاط الضعف الظاهرة في قيادته والتي ساعدت في نهاية الأمر في تفكيكه.
للمزيد: في غياب الظواهري وأبي محمد.. مستقبل المعسكرين المصري والأفغاني في «القاعدة»





